كثير منا يعرف مصاعب الوصول إلى الجامعات الحكومية من دراسة وتحمل لنفقات التعليم الثانوي والمصاريف الثانوية له ,ثم المرحلة الجامعية التي غالبا ماتأتي بعد جهد جهيد وتعب وتحصيل درجات عالية بإمتحان الثانوية ,هذا خيار أما الخيار الآخر فهو التعليم الموازي أو المفتوح الذي ابتدعه النظام كوسيلة للإبتزاز ولتحصيل مورد مالي ليس باليسير هذا ماعدا الجامعات الخاصة وماتتركه من فرز طبقي بغيض بين أبناء الشعب الواحد ,لتصل تكلفة السنة الدراسية الواحدة فيها الى 15000$ في بعض الفروع كالطب والهندسة
,وهنا لايسع أبناء الطبقة الفقيرة أو المتوسطة أو حتى الجيدة إلا للسعي لتحصيل مقعد بالجامعة بالقدرات المتاحة من كد ودراسة وبذل جهد ليس بالقليل على صعيد المجهود الذهني وحتى المالي في بعض الأحيان لتأمين مستقبل جيد لأبنائها وبناتها.
لقطة من جامعة دمشق لطلاب من كلياتها
لكن سندان التشبيح بالانتظار ,حيث لوحظ وجود تمييز مناطقي طائفي بين أبناء الفرع الجامعي الواحد فما يحق لأبناء ضيع الساحل السوري لايحق لأبناء دمشق وريفها وحلب وإدلب
مجمع كلية الحقوق والشريعة والذي شهد أول مظاهرة في جامعة دمشق
فمن حسن المعاملة من قبل الهيئة التدريسية إلى تسريب الأسئلة الامتحانية ,ثم الأفضلية بالبعثات الدراسية لاسيما إلى الدول الأوربية ثم التمييز الوظيفي في مرافق الدولة الحساسة كالجمارك والسفارات والمناصب ,كل هذا الكلام يعد من نافلة القول ومن المعروف عند القارئ الكريم ,ولكن هذه الأيام أضفت الصلاحيات الممنوحة من قبل النظام إلى مايسمى(الهيئات الإدارية) في الجامعات والتي قوامها المخابرات الجوية وأبناء الطائفة الكريمة وبعض من المسيحين وجل الشيعة
عمار ساعاتي -صديق مقرب لماهر الأسد ورئيس إتحاد الطلبة
للأسف هذا هو الحال حلف الأقليات على الأغلبية ,حيث بدأت المضايقات وكتابة التقارير وحالات الاعتقال من ربيع العام 2011 حيث خرج بعض طلاب كليتي الحقوق والعلوم بمظاهرة تنديدا بمجزرة الجامع العمري وماكان من أبناء الطائفة مجتمعين دون تخلف شاب منهم إلا أن هجموا على المتظاهرين وضربوهم وأهانوهم بعبارتهم الشهيرة (بدكين حريييي؟) حيث كان من بين الهاجمين الصحفي والمذيع جعفر أحمد ,حيث شوهد يمسك بعصا كهربائية ويقوم بضرب الطلاب المتظاهرين وإهانتهم ويقوم بالإشراف على مجموعة من الطلاب الشبيحة من طائفته,ومضت تلك الحادثة وتم تجهيز شبيحة الجامعة بسكاكين وأسلحة نارية وصلاحيات بالإعتقال من قبل الشبيح الأكبر عمار ساعاتي رئيس مايسمى إتحاد الطلبة
المذيع الشبيح (جعفر أحمد) والذي شوهد ربيع عام 2011 يقود مجموعة من الشبيحة لقمع المظاهرات بجامعة دمشق
ثم تبع ذلك التحرك عدة نشاطات ثورية من وضع بفلات قاشوشية إلى توزيع مناشير مما دفع الهيئة الطلابية الطائفية إلى التضييق على الطلاب المثقفين والمعروفين بأنهم من أصحاب الرأي وتهديدهم بالاعتقال والفصل من الجامعة وهذا ماحصل مع كثير منهم لاسيما طلاب كليات الحقوق والشريعة والهندسة المعمارية,ويذكر أن حادثة الاعتداء على أحد الطلاب في كلية العلوم كانت كافية لتدق ناقوص الخطر عند عدد من الطلاب الواعيين لخطر الملاحقة الأمنية والاعتقال مما أدت إلى فرارهم من جامعاتهم منهم من اختار السفر ومنهم من التحق بصفوف الثوار ليسرع بسقوط هذا النظام الذي يهدد مستقبله ومسيرة حياته,ومن هؤلاء الطلبة كان الطالب (أبو حيدر) الذي دأب على إحصاء ومراقبة جرائم الهيئة الطلابية وتعقبهم وتعقب مكان إقامتهم ومحاكمتهم بقاعة المحكمة في كلية الحقوق
وفي هذا السياق كتب شيخ الحقوقيين على موقعه الخاص تويتر
المحامي هيثم المالح محذرا طلاب جامعة دمشق من غدر النظام
,وغير بعيد عن عقلية النظام الانتقامية كما عودنا عليها فقد قام النظام باستهداف كلية الهندسة المعمارية في حلب بغارة طيران ميغ في أواخر عام 2012 ,ثم ليعاود استهداف كلية الهندسة المعمارية في دمشق في ربيع عام 2013 ليؤكد على نهجه البربري في الانتقام من الشعب الثائر بفلذات أكبادهم ولتحصد آلته القاتلة ثمرة جهود وأتعاب ومعاناة الأهل فيما أسلفنا بمقدمة هذا التحقيق